طفل التوحد وتأثير السباحة علي تطوير الجوانب المختلفة له

 


السباحة وأثرها الإيجابي على أطفال التوحد




يُعد اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) من الاضطرابات النمائية التي تؤثر على تواصل الطفل وسلوكه وتفاعله الاجتماعي، وقد تختلف شدة الأعراض من طفل لآخر. مع ذلك، أظهرت الدراسات والخبرات العملية أن ممارسة السباحة يمكن أن تكون أداة علاجية فعّالة لتحسين العديد من الجوانب لدى أطفال التوحد.


فيما يلي نستعرض أبرز التأثيرات الإيجابية للسباحة على أطفال التوحد من الجوانب المختلفة:


أولًا: الجانب الحركي

تحسين التوازن والتناسق الحركي: أطفال التوحد يعانون أحيانًا من ضعف التناسق العضلي، والسباحة تساعد على تقوية العضلات وتطوير التحكم في الحركات.

زيادة اللياقة البدنية: السباحة نشاط شامل يستخدم جميع عضلات الجسم، مما يسهم في تحسين اللياقة والقوة العضلية بشكل عام.

التنظيم الحسي: الماء يوفر ضغطًا معتدلًا على الجسم، مما يمنح الطفل شعورًا بالراحة الحسية ويقلل من فرط التحسس أو انخفاضه.


ثانيًا: الجانب النفسي والسلوكي

تقليل التوتر والقلق: البيئة المائية توفر شعورًا بالهدوء والاسترخاء، مما يساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج.

تحسين التركيز والانتباه: جلسات السباحة المنظمة تعمل على تحسين التركيز والانضباط عند الطفل.

تقليل السلوكيات النمطية: مثل الرفرفة أو الدوران، حيث تتيح السباحة تفريغ الطاقة بطرق صحية.


ثالثًا: الجانب الاجتماعي والتواصلي

تعزيز التواصل غير اللفظي: من خلال إشارات المدرب وتعليمات التمارين، يبدأ الطفل في فهم المعاني من خلال النظر والتقليد.

تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي: التمارين الجماعية واللعب في الماء مع أقرانه يُعزز من قدرة الطفل على التعامل مع الآخرين.

زيادة الثقة بالنفس: عند تمكن الطفل من مهارة جديدة كالغوص أو السباحة لمسافة معينة، يشعر بالإنجاز ويزداد تقديره لذاته.


رابعًا: الجانب التعليمي

تعلم مفاهيم جديدة: مثل الأوامر، الاتجاهات، أسماء الحركات، العد، مما يعزز من الحصيلة اللغوية والمعرفية.

تنمية مهارات التتبع والتسلسل: من خلال اتباع سلسلة من الخطوات أثناء التمارين، مثل القفز، الطفو، ثم السباحة.




نصائح عند تدريب طفل التوحد على السباحة

1. البدء تدريجيًا مع جلسات قصيرة.

2. استخدام وسائل مساعدة مرئية مثل الصور والفيديوهات.

3. الاهتمام بالروتين: الأطفال التوحديون يفضلون التكرار والنمطية.

4. الصبر والمرونة: كل طفل يتطور بوتيرته الخاصة.

5. التواصل مع الأهل لفهم خلفية الطفل واحتياجاته.



خلاصة


السباحة ليست مجرد رياضة مفيدة بدنيًا، بل هي وسيلة فعّالة لتحسين نوعية حياة أطفال التوحد على المستويات الحركية، النفسية، الاجتماعية والتعليمية. بوجود مدرب مؤهل يفهم احتياجات هذه الفئة، يمكن أن تتحول السباحة إلى تجربة علاجية ممتعة ومثمرة.




Dr Amgad Lama Swimming Coach
بواسطة : Dr Amgad Lama Swimming Coach
مرحبًا بكم في مدونتي! أنا متخصص في التربية البدنية والتدريب الرياضي، حاصل على ماجستير من جامعة الزقازيق عام 2000 حول تحسين القوة العضلية للشباب باستخدام نظرية التوافق الحيوي، ودكتوراه من جامعة بنها عام 2007 حول زيادة كثافة المعادن في العظام باستخدام الأوزان ووزن الجسم. أمتلك خبرة واسعة تمتد لأكثر من 20 عامًا في مجال التربية البدنية والتدريب الرياضي، حيث عملت كمدرس تربية بدنية ومدرب سباحة في العديد من المدارس والجامعات الدولية، مثل تكامل إنترناشونال سكول وخليفة إنترناشونال سكول ومدارس أخرى متخصصة في ذوي الاحتياجات الخاصة. كما عملت سابقًا في جامعة بنها وجامعة الزقازيق في مجالات الصحة الفسيولوجية والإدارة الرياضية. شاركت في تدريب فرق رياضية مرموقة في كرة القدم، السباحة، والهوكي، وحققت إنجازات مثل تدريب فريق التربية البدنية بجامعة الزقازيق الفائز بالمركز الأول على الجامعات المصرية. لدي خبرة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث حصلت على شهادات متخصصة في استراتيجيات التعليم والتدريب لطلاب التوحد والاحتياجات الخاصة من جامعات ومؤسسات دولية. أسعى دائمًا لنقل خبراتي ومهاراتي لكل من يرغب في تطوير مستواه الرياضي أو تحسين قدراته البدنية. تابعوا مدونتي للمزيد من المقالات والمعلومات المفيدة في عالم الرياضة والتدريب البدني
تعليقات